عند الحديث عن زراعة الأسنان بوصفها حلّاً لمشكلة الفقدان التامّ للأسنان، فنحن لا نتكلم عن حلّ مشكلةٍ موضعية تقتصر تبعاتُها على المظهر.
فإذا كانت الأسنان مسؤولةً في الأساس عن قضم الطعام وتقطيعه ليسهلَ ابتلاعه، فهي أيضاً تكون بذلك قد قدّمت خدمةً لبقية أعضاء الجهاز الهضميّ بشكلٍ خاص، وأعضاء الجسم ككل بشكلٍ عام.
كيف يؤثر فقدان الأسنان على صحّتنا؟
يكفي أن ندرك أن فقدان الأسنان تترتّب عليه مشاكل خطيرة يعاني منها كلّ الجسم، لنعرف أنه متى واجهتنا هذه المشكلة، فيجب علينا الإسراع بحلّها عبر التوجّه إلى الطبيب المناسب للبدء بعملية تعويض النقص في الأسنان.
من هذه المشاكل التي تواجهنا على سبيل المثال لا الحصر: عسر في عملية هضم الطعام وما يتبعها من مشاكل الإخراج والسمنة وأمراض المعدة والأمعاء بشكلٍ عام.
إضافةً إلى رائحة كريهة للفم وأمراض المرارة، وحتى في بعض الحالات قد نواجه حالات من أمراض العقم والجهاز التناسلي والخرَف بحسب بعض الدراسات.
من هنا تأتي عملية زراعة الأسنان التي تتمثّل أهميّتها في أنها قادرة على تخليصنا من المشاكل الصحّية الخطيرة التي قد تواجهنا، وتشكّل حلّاً لجميع مشاكل الأسنان، فضلاً عن كونها تمنحنا تعويضاً مناسباً عمّا تم فقده من الأسنان، وتعيد لنا ابتسامتنا اللائقة.
فما هي عملية زراعة الأسنان؟ ومتى نلجأ إليها؟ وكيف يتمُّ إجراؤها؟ وما هي التكلفة المحتملة لزراعة الأسنان؟ وكيف نتمكن من اختيار أفضل العيادات والمراكز الطبية لإجراء زراعة الأسنان؟!
زراعة الأسنان
تعتبر عملية زراعة الأسنان أحد أشكال تعويض الأسنان المفقودة أو علاجات الأسنان التي بلغت حدّاً بعيداً من الاهتراء الشديد أو الكسر أو التآكل.
ففي العديد من الحالات، يعاني المرضى من مشاكل في الأسنان لدرجة أن البناء الأساسيّ يصبح غير قابلٍ للإصلاح أو الترميم أو الحشو، ولا حتى عبر التدخل بتركيب ابتسامة هوليود.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت عملية زراعة الأسنان عبارةً عن طريقة علاجية متكاملة في طب الأسنان تهدف لمعالجة الفقدان الكامل أو الجزئي للأسنان، كما أنها تتمتع بالعديد من الخاصّيات التي تميّزها عن أطقم الأسنان التقليدية، حتى الثابتة منها.
لذا، دعونا نتفق بداية الأمر، على أن زَرعة الأسنان ما هي إلا جذر مصنوع من موادّ صناعية، يجب أن تتلاءم من حيث اللون والطبيعة مع طبيعة الأسنان الطبيعية للمريض.
هذه الزرعة يتم زرعها في الفك مكان السن أو الأسنان المفقودة، لتوفير الثبات والدعم للتعويضات الصناعية الثابتة أو المتحركة.
اقرأ أيضًا: تلبيس الأسنان
متى نلجأ لزراعة الأسنان ؟
من المهم بمكان أن يكون طبيب الأسنان على اطلاع تامّ بالأسباب التي أدّت إلى انتهاء الأمر بفقدان الأسنان أو اتخاذ قرار الخلع، سواء كانت هذه الأسباب هي التسوّس أو مرض في اللثة والأنسجة الداعمة أو كسر في السن، أو ربما بسبب حادثة أدّت إلى تخلخل أو تضرر السن بشكل بات من المستحيل أن نتمكن من الحفاظ عليه.
وعلى ضوء ذلك، يضع طبيب الأسنان خطّةً لمساعدة المريض في استعادة وظائف الفم، إما من خلال معالجة وإعادة ترميم الأسنان المعطوبة، أو عبر تعويض ما يمكن أن يكون سبق أن فُقد منها.
عملية استعاضة الأسنان هذه تشمل تركيب الأسنان بنوعيها الثابتة والمتحركة، أو زراعة الأسنان التي تكون بطبيعة الحال ثابتة وأبدية، وعلى أي حال، كلا العمليتين، على اختلافهما في المفهوم والتطبيق، تهدفان إلى مساعدة المريض على تعويض أسنانه المفقودة، ولكن بأسلوب مختلف تماماً.
ماهي عملية زراعة الأسنان؟
هل سبق أن علمت أن زراعة الأسنان تعدّ أحد أفضل الخيارات البديلة والحديثة لتعويض الأسنان المفقودة؟
بدايةً، لا بد من أن تدرك أن هذه الطريقة في تعويض خسارة الأسنان تمثّل الطريقة الأكثر نجاحاً ونجاعة.
السبب في ذلك يعود إلى كونها لا تؤثر بأيّ شكلٍ من الأشكال على تكوين الأسنان غير المفقودة أو الأنسجة المحيطة بها، هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى، تقوم عملية زراعة الأسنان أيضاً بتعويض جذور الأسنان المفقودة، ذلك عن طريق دعامات من التيتانيوم تُغرس في الفك مكان جذور الأسنان المفقودة.
شروط نجاح زراعة الأسنان
لضمان نجاح عملية زراعة الأسنان، لا بدّ من توافر شروط أساسية على أكثر من صعيد. ومن هذه الشروط:
- ضرورة التأكد من سلامة المريض من عدد من الأمراض المحددة التي من شأنها أن تؤثر على مدى صحة العظام. من هذه الأمراض الحالات المتقدمة من السكّري والإصابة بمرض هشاشة العظام، الأمر الذي يضعف عظام الفك وبالتالي يضعف قدرتها على تحمّل عملية الزراعة.
- لا بد التأكد من وجود قدر كافٍ من عظام الفك التي تتمكن من استقبال أجزاء الزرعة المولّفة من القاعدة المعدنية والسن الصناعية. فلا بدّ من إدراك أن عظام الفكّ هي من العظام القابلة للتآكل عند توقفها عن القيام بوظيفتها. بعبارة أخرى، عظم الفك هو من النوع الوظيفيّ، وعند فقدان الأسنان، يتآكل هذا العظم تدريجياً لدرجة قد تحول دون إمكانية اللجوء لخيار عملية زراعة الأسنان. وبناء على ما تقدّم، في حال تآكل عظم الفك، لا بدّ من أولاً من العمل على تعويض العظم المتآكل، قبل إتمام عملية زراعة الأسنان نفسها، إن نحن أردنا ضمان نجاح العملية.
- أيضاً من الضروري التأكد من أن العظم الذي نحن بصدد الزرع فيه بعيد بالقدر الكافي عن تجاويف الأنف وعن أعصاب الفك، وهنا يأتي دور الطبيب الذي من واجبه أن يضع خبرته في كلّ حالة على حدى، ليتمكن من تقييم الحالة بعد أ، يحصل على التحاليل والأشعة اللازمة لذلك.
- أما المحافظة على صحة ونظافة الفم الأسنان، فتعتبر من الأمور التي نرى ترجمتها بشكلٍ تلقائي في نتائج عملية زراعة، ذلك أنها تنعكس في زيادة العمر الافتراضي لزرعة الأسنان، كونها تؤمّن المحيط الصحّي المناسب والصحيح الذي تحتاجه الزرعة لتصمد في الفم أطول فترة ممكنة.
اقرأ أيضًا: سعر عملية زراعة الأسنان
التحضيرات لعملية زراعة الأسنان
يعتبر اتخاذ قرار إجراء زراعة الأسنان نقطة البداية لعدد من المراحل التي لا بد من المرور بها وصولاً إلى الحصول على نتيجة جيدة تحاكي تطلّعات المريض.
لذلك، لا بد قبل كل شيء من اختيار الطبيب المناسب بناءً على خبرته وشهرته كطبيب متميّز وناجح في مجاله أولاً، وفي زراعة الأسنان ثانياً.
بعد ذلك يقع على عاتق الطبيب البدء بعملية فحص كاملة وشاملة لفم المريض بإجراء أشعّة مقطعية للفكّين وأشعة بانوراما، وربما أيضاً يلجأ الطبيب لطلب تحاليل دم وكالسيوم للتأكد من تحمّل الأنسجة والعظام لتفاصيل عملية الزرع.
من المهم جداً القيام بفحص الأسنان المجاورة والتأكّد من صحة الفم بشكلٍ عامّ، حيث إنه يجب أن تتوفّر بيئة فموية نظيفة قبل استقبال زرعات الأسنان، لزيادة فرص نجاح العملية.
ممّ تتكوّن زرعة الأسنان؟
بما أننا نتحدث عن زرع، فهذا يعني أننا بصدد وضع أجزاء مرئية وأخرى غير مرئية للحصول على نتيجة متماسكة قادرة على مقاومة التزعزع أكثر من مجرد تركيب الأسنان بشكل خارجي.
لذلك، لا بد أن يعرف المريض أن الزرعة السنّ تتكوّن من:
1- جسم الزرعة:
وهو الجزء الذي يغرسه الطبيب في الفك، وتتمّ صناعته من معدن التيتانيوم الآمن تماماً والذي يُعرف بسرعة التحامه مع عظام الفك.
يلعب جسم الزرعة دور جذر السن، بحيث يتم الاعتماد عليه للتعويض عن الجذر الطبيعي الذي يُفقد مع السن.
يختلف قُطر جسم الزرعة (أو الجذر الصناعي) وطوله وفقاً لمكان وحجم السن المفقود الذي نريد تعويضه إضافةً إلى عدد الزرعات المجاورة له.
2- المسمار الغالق:
يوضع هذا الجزء فوق جسم الزرعة بعد غرسها في مكانها المحدد، وكما يدلّ اسمه، فالغاية منه هي إغلاق مكان جسم الزرعة من جهة، وإنشاء مكان مناسب لاستقبال السن التي سيتمّ تركيبها، من جهةٍ أخرى.
3- غطاء التعافي والالتئام:
أثناء فترة العلاج، يلجأ طبيب الأسنان إلى استخدام حلول مؤقتة، ريثما يتم إنجاز جميع مراحل العملية بهدف مساعدة المريض قدر الإمكان على متابعة حياته بشكلٍ طبيعي.
وفي حالة زراعة الأسنان، يعمد الطبيب إلى وضع غطاء مؤقت فوق جسم الزرعة والمسمار الغالق، بحيث يبقى حتى موعد تركيب السن الجديد في مكانه.
4- السن التعويضي:
ويقصد به السنّ الصناعي الجديد الذي يقوم الطبيب بتركيبه وتثبيته على على جسم الزرعة، بحيث يشكل معها جسماً واحداً قوياً يمكنه استخدامه بدرجة كبيرة تماماً كما كان يستخدم سنّه الطبيعي.
مراحل زراعة الأسنان
بطبيعة الحال، تتمّ عملية زراعة السن في عيادات الأسنان، ولكنها تحتاج إلى مراحل عدة قبل اكتمالها.
- أولاً- يقوم الطبيب بإعداد المكان ليصبح مناسباً للاستقبال الزَرعة، وذلك من خلال وضع الغرسات المصنوعة من معدن التيتانيوم الخالص مكان السن المفقود في عظم الفك.
- ثانياً- بعد ذلك، لا بد من انتظار أن يكتمل التئام عظم الفكّ والغرسة، أو ما يسمّى بـ “الالتحام العظميّ”. وهذه العملية تستغرق ستة أشهر للفكّ العلويّ، وثلاثة أشهر للفكّ السفلي، قبل أن نحصل على قاعدة تحاكي جذر السن الطبيعي في شكلها والدور المطلوب منها.
- ثالثاً- بعد التأكد من اكتمال التئام جسم الزرعة بعظم الفك، يصبح من الممكن الانتقال إلى مرحلة تثبيت التركيبة النهائية لزراعة الأسنان.
لكن هذه العملية تتطلّب عدداً من الجلسات بهدف صناعة التركيبة النهائية الأنسب من طبعات الفم، وتجربتها قبل التثبيت النهائيّ.
من الضروري أن يدرك المريض مسبقاً ما هو مقدمٌ عليه، كي لا يضيق ذرعاً بالمراحل التي قد تستغرق أشهراً من المعالجات والتحضيرات، قبل الحصول على التنيجة المرغوب بها.
وبناءً عليه، فإن هذه المراحل الضرورية لعملية زراعة الأسنان لا تخلو بطبيعة الحال من الألم أو الألم الطفيف والطبيعي، الذي يمكن التغلّب عليه عبر تناول أقراص المسكن العادية.
الجان المشرق الذي يجعلنا ننسى عذاب الألم والانتظار، هو في حقيقة أن نسبة نجاح عملية زراعة الأسنان نصل إلى 95% للفكّ السفليّ، و90% للفكّ العلويّ.
أما متوسط العمر المتوقّع للأسنان المزروعة، فهو في المبدأ 25 عاماً، إلا أن الزرعة قد تدوم مدى الحياة، وذلك تبعاً لمدى اهتمام المريض بصحّة ونظافة أسنانه والاعتناء كما ينبغي للمحافظة عليها أطول مدة ممكنة.
أنواع زراعة الأسنان
. يمكنك قراءة هذا المقال للتعرف على هذه الأنواع وكل مايتعلق بها: أنواع زراعة الأسنان وما هو الأنسب لك
الوقت اللازم للعملية
كغيرها من الأساليب والوسائل الطبية، تطوّرت خطوات عملية زراعة الأسنان عمّا كانت عليه سابقاً، بحيث لم تعد تحتاج لأوقات طويلة دائماً كما كان عليه الحال في بداياتها.
فقد ابتكر المختصّون طريقةً جديدة وسهلة ومتطورة بما يكفي لتختصر أشهراً من الألم الذي يمكن معها تجنّبه.
ففي حال سمحت طبيعة عظم المريض وصلابته بما يكفي لتحمّل العملية، يمكن الاستعاضة عن الطرق التقليدية بعملية زراعة يمكن أن تُجرى بعد الزرع مباشر.
في حال تعذّر ذلك، يلجأ طبيب الأسنان إلى الطريقة التقليدية التي تتطلب ترك الأسنان لترتاح وتأخذ وقتها في الالتحام بعد توسيع عظم الفك وغرس جذر السن فيه من 35 إلى 180 يوماً، على أن يستعمل المريض خلال هذه الفترة تركيبة أسنان متحرّكة بشكلٍ مؤقت.
شروط زراعة الأسنان
كما هو معروف، لا يتعلق علاج الأسنان بالأسنان وحدها، بل يتعداها إلى الحالة الصحية للمريض، ذلك أنه عندما نكون أمام حالات معينة، فإن طبيب الأسنان سيختار بين عدة بدائل، بهدف تجنيب المريض مضاعفات لا يساعده وضعه الصحّي على مواجهتها وتخطّيها بسهولة؟
من هنا، كان لا بد من تحديد شروط واضحة يجب توافرها في المريض قبل البدء بالعملية.
من هذه الشروط:
- أن يكون المريض سليماً من أمراضٍ مزمنة معيّنة مثل القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. ويعود السبب في ذلك هو أن هؤلاء الأشخاص قد يعانون من مضاعفات خطرة جداً، مثل النزيف المتواصل في حال السكري، أو في حال كان المريض يتناول أدويةً مضادة لتخثر الدم لمنع التجلطات، ففي هذه الحال نكون أمام خطر فقدان كميات كبيرة من دم المريض الأمر الذي قد يهدد حياته حتى.
- أن يمتنع المريض عن تدخين أكثر من 10 سجائر يومياً، وينصح الأطباء بالتوقف عن التدخين كلياً، لضمان الحصول على نتائج ممتازة وتدوم مدى الحياة.
- أن لا يعاني المريض من هشاشة العظام، فهذا الأمر سيعني ضعف عظم الفك، وبالتالي عدم القدرة على غرش الجذر المستعار فيه خوفاً من تفتته.
- أن لا يكون المريض عرضةً للعلاج الإشعاعيّ، فجذر الأسنان المستعار يكون مصنوعاً من معدن التيتانيوم، وعليه فلن يتمكن المريض من الخضوع لهذه العلاجات وإلا سيتعرض لأذى شديد.
مخاطر زراعة الأسنان
توجد بعض المخاطر المحتملة لعملية زراعة الأسنان، ومن أهمها:
- التهاب اللثة والعظم: يمكن أن يحدث التهاب في موقع الزرع، وقد يؤدي إلى فقدان الزرع.
- الألم: قد يشعر المريض بالألم خلال العملية أو بعدها.
- النزيف: يمكن أن يحدث نزيف في موقع الزرع، ولكنه عادة ما يتوقف بعد فترة وجيزة.
- العدوى: يمكن للعدوى أن تحدث في موقع الزرع، ولكن يمكن تجنبها باتباع إجراءات النظافة الجيدة.
- تلف العصب: قد يحدث تلف للأعصاب القريبة من موقع الزرع، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الحس في الفك أو الشفة أو اللسان.
- رفض الزرع: يمكن أن يرفض الجسم الزرع، ولكن هذه المشكلة نادرة وتتطلب إزالة الزرع.
- الحساسية: يمكن للمريض أن يكون لديه حساسية للمواد المستخدمة في زراعة الأسنان، ولكن هذه المشكلة نادرة أيضًا.
إلا أن خبرة ومهارة الطبيب ستلعب دوراً في تخفيف المضاعفات المتوقعة والمحتملة، مثل الإعداد المناسب والتخطيط الطبي الذي يحدد طبيب الأسنان من خلاله خطّ سير العملية، بحيث يجنّب المريض المعاناة من كل المضاعفات والمخاطر الواردة.
نصائح بعد الإجراء
بعد الانتهاء من خطوات عملية زراعة الأسنان، بما فيها من غرس الجذور المستعارة وتركيب الأسنان الجديدة عليها، يصبح المريض حرًّا بالتعامل مع أسنانه الجديدة بشكلٍ طبيعي كما يتعامل مع الأسنان الحقيقية.
ومن هذه العادات التقليدية هي المواظبة على تنظيف اللثة وعدم ترك بقايا الطعام عالقة عليها، وبذلك من أجل الحفاظ عليها أطول مدة ممكنة، علماً أن عدم تنظيفها سيقصّر من عمرها ويفقد نجاح العملية بريقه.
وفي إطار التأكد من سلامة الأسنان واللثة، من الضروري أن يجري المريض الكشف الدوري على الأسنان كل 6 أشهر، بهدف تصحيح الخلل فيها إن وجد، قبل أن يتفاقم الوضع تتأذى اللثة، فيجد نفسه مجبراً على نزعها وتعويضها بأخرى جديدة ونظيفة.
اقرأ أيضًا: زراعة الأسنان الفورية
بدائل زراعة الأسنان
في حال وجد المريض صعوبة في الخضوع لعملية زراعة الأسنان، سيجد أمامه العديد من الطرق التي تعطي نتيجة قريبة لها، مثل اللجوء بصفتها تقدّم حلولاً بديلة وأقلّ تكلفةً وآمنة على صحة المريض، من هذه البدائل تركيب الأسنان.
يتضمن تركيب الأسنان نوعين، تركيب الأسنان الثابتة وتركيب الأسنان المتحركة.
يكمن الاختلاف الجذريّ بين إجراءات زراعة الأسنان أو تركيبها (الثابتة منها و المتحركة)، في أسلوب تثبيت تركيبة الأسنان الجديدة.
في الوقت الحاضر، تحوّلت زراعة الأسنان إلى نوع من الممارسات الاعتيادية السهلة التي يجريها الطبيب في عيادات الأسنان، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى علاج حشو الأسنان أو تنظيفها، وستصبح قريبا الحل الوحيد لتعويض ما تم فقده من الأسنان.
1 – التركيبات المتحركة
تستمد التركيبات الثابتة أو المتحركة قوتها من الأسنان المحيطة بها، لتحصل على الثبات ومقاومة الحركة والتخلخل أثناء تأدية وظيفتها في قضم الطعام.
ويقوم الجزء المغروس من الأسنان المزروعة في عظم الفك على تثبيت السن ودعمه دون المساس بأي من الأسنان أو الأنسجة المحيطة به.
الملاحظ أن استخدام هذا النوع من التركيبات المتحركة بات الآن نادراً، وغالباً لا يمكن أن تستخدم مع كبار السن في الأطقم الكاملة ودعمها بزرعات أسفلها.
2 – التركيبات الثابتة
يلجأ الطبيب إلى استخدامها لتعويض سن مفقود أو أكثر، إن هناك أغراض أخرى للطرابيش أو التركيبات الثابتة، فهي تستخدم كبديل آخر في الحالات التي يصعب معها حشو السن دون تعريضه لخطر الكسر أو انكشاف العصب.
من جهة أخرى،ويمكن استخدام التركيبات المؤقتة أيضا لتجميل شكل السن دون المخاطرة بصحة عظم الفك، وخصوصاً للأسنان الأمامية التي قد تعاني من الأصباغ والاعوجاج.
يتم استخدام التركيبات الثابتة لتعويض سن واحد أو أكثر وذلك من خلال برد الأسنان المجاورة وتجهيزها لتحمل بدائل الأسنان المفقودة.
من عيوب هذه الطريقة الحاجة إلى برد وتصغير حجم الأسنان المجاورة، وإزالة طبقة المينا الغنية بالكالسيوم والمسؤولة عن حماية السن من التسوّس والمؤثرات الحرارية.