مما لا شكّ فيه أنّ طبّ الأسنان التجميلي حصد شعبية كبيرة حول العالم، وتحديداً فينير الأسنان، الذي أصبح أكثر حل شائع في تحسين شكل الابتسامة. والشيء بالشيء يُذكر، حيث يشبه العلاجات الطبية الأخرى، التي تُثير تساؤلات حول مدى شرعية تطبيقها. ومن ثمّ، نشرنا هذه المقالة حيث سنتناول فينير الأسنان من منظور الإسلام وهل يُعتبر حلال أم حرام في إطار الشريعة الإسلامية.
تعريف الفينير
قبل التعمُّق في المنظور الديني، لنتعرف أولاً على ماهيَّة الفينير، في البداية، الفينير هو قشرة رفيعة تُصمَّم بالمقاس من مادة البورسلين أو مُركَّب الريزن. وتُصمَّم بطريقة تُشبه الواجهة الخارجية للأسنان الأمامية لتُثبَّت عليها، ويُستخدم الفينير أساساً لإخفاء بعض العيوب في الاسنان مثل التصبُّغات أو اختلاف اللون، وعدم المحازاة، والفجوات، والأسنان المتكسرة أو الأسنان الملتوية، والجدير بالذكر أن الفينير يمنحنا حلول لا نهائية لتحويل الابتسامة للأفضل، بالإضافة إلى ذلك، لا يُعتبر هذا الإجراء فعّال فحسب، بل آمن للغاية بشكل عام.
رأي الإسلام في إجراءات التجميل
تضُم تعاليم الإسلام موضوعات متشعِّبة للغاية، من ضمنها على سبيل المثال وليس الحصر المظهر الشخصي وكذلك الصحة بشكل عام. وفيما يتعلق بإجراءات التجميل، المبدأ الحاسم هنا هو النيّة وراء إجراءات التجميل، فالإسلام دين يحثّ المؤمنين على العناية جيداً بأجسادهم والحفاظ على نظافتهم الشخصية دائماً وأبداً، وهنا يأتي دور إجراءات التجميل التي تُركّز على استعادة الشخص لثقته في نفسه أو استعادة الشخص لصحَّتِه البدنية فهنا يكون الأصل الإباحة أو أنه حلال. ومن هذا المنطلق، فإنُّه مسموح بهذا طالما أنه لا يتدخل في نظام الجسم الطبيعي ولا يتضمن مواد حرام.
النيِّة
في الإسلام، المهم النيِّة وراء أي تصرُّف، ففي المنظور الإسلامي، إن كان شخص يسعى للخضوع لإجراء طبي في الأسنان مثل تركيب فينير بهدف تحسين صحَّة فمه أو لحل مشكلة في أسنانه، فإنه يكون تصرُّف إيجابي من هذه الزاوية.
التركيبات والمواد الحرام
وفقًا لقواعد السلوك الأخلاقية الإسلامية، يحظر الانغماس في أي شكل من أشكال الإجراءات التي تؤدي إلى تشويه الجسد أو تميل إلى إيذاء الجسم دون داعِ. ومن ثمّ، لا نُشجِّع أي عمليات جراحية تجميلية جائرة تنطوي على مخاطر كبيرة. أما بالنسبة لفينير الأسنان، فهو إجراء طفيف ولا يُشكِّل أي خطر على صحَّة الشخص. لذلك، فهو مُباح ولكن تأكَّد من أن يتم إجراؤها بواسطة طبيب أسنان مؤهَّل وذو سمعة طيِّبة.
الخلاصة
في ضوء العوامل المذكورة أعلاه، فإن الفينير في حد ذاته لا يُشكِّل حُرمانية في الإسلام. وبدلاً من ذلك، فإن النيَّة من وراء استخدامه هي التي تقرِّر ما إذا كان مُباح أم لا. وإذا كان لتحسين صحة الفم أو تصحيح مشاكل الأسنان، فهو جائز بكل الأحوال.