العضّة العميقة هي نوع من سوء الإطباق (malocclusion) يؤثر على كيفية تطابق الأسنان العلوية والسفلية. وتُعرَّف طبيًا بأنها تداخل الأسنان العلوية مع الأسنان السفلية بما لا يقل عن 2 ملم. في هذا المقال سنوضح معنى الإصابة بعضّة عميقة، وكيف يمكن أن تؤثر على صحتك الفموية، والأهم من ذلك، ما الذي يمكنك فعله لمعالجتها.
ما هي العَضّة العميقة؟
العضّة العميقة هي خلل في تطابق الأسنان حيث تغطي الأسنان العلوية الأسنان السفلية بمقدار 2 إلى 4 ملم على الأقل. هذا النوع من سوء الإطباق يشمل الأضراس أيضًا. بمعنى آخر، عند إغلاق الفم، يتقدّم الفك العلوي على الفك السفلي.
يمكن أن تكون هذه الحالة خلقية (وراثية)، أو مكتسبة لاحقًا نتيجة إصابة أو تغيّرات في صحة الفم.
ما هي أسباب العَضّة العميقة؟
1. العوامل الوراثية
قد تكون بعض الحالات ناتجة عن عوامل وراثية بحتة، حيث يمتلك بعض الأشخاص قابلية جينية للإصابة بهذا النوع من سوء الإطباق.
من الأمثلة على ذلك: صغر حجم الفك، مما يقلل المساحة المتاحة لاصطفاف الأسنان بشكل صحيح. يؤدي ذلك إلى ازدحام الأسنان وتراكبها، خصوصًا إذا كان الفك السفلي غير متطور بشكل كافٍ. كما يمكن أن يؤثر صغر حجم الفك على بزوغ الأضراس، فتبقى الأضراس غير مكتملة البزوغ بينما تتعرض الأسنان الأمامية لضغط زائد، مسببًا العضّة العميقة.
2. فقدان الأسنان
للأضراس والأضراس الصغيرة وظائف عديدة تتجاوز المضغ والطحن؛ فهي تحافظ على أبعاد العَضّة عبر توفير الدعم للفك من الخلف.
عند فقدان الأسنان الخلفية، يقل الدعم، فيقترب الفكان من بعضهما، مما يؤدي إلى تراكب الأسنان الأمامية عموديًا فيما يُعرف بظاهرة بروز الأسنان الأمامية (Overeruption).
كذلك، فقدان الأسنان يغيّر اصطفاف الأسنان الطبيعية، حيث تتحرك الأسنان المجاورة نحو مكان الفراغ لإغلاقه. وهذا يؤدي إلى إعادة تموضع الفك العلوي بحيث يغطي الأسنان السفلية بشكل مفرط، وينتج عنه العَضّة العميقة.
الآثار الجانبية للعَضّة العميقة
يمكن أن تسبب العضّة العميقة عدة مشاكل صحية فموية وعامة، منها:
- تلف الأسنان: تلامس الأسنان الأمامية باستمرار يؤدي إلى تآكلها وتكسرها مع مرور الوقت.
- مشاكل مفصل الفك: توزيع قوة العضّة بشكل غير متوازن يضع ضغطًا زائدًا على مفصل الفك، مما يسبب آلام الفك، والصداع، وأحيانًا تيبّس المفصل (انغلاق الفك).
- مشاكل اللثة: الأسنان السفلية قد تحتك باللثة وسقف الحلق، مسببًا تراجع اللثة، تقرحات، والتهابات.
- صرير الأسنان (Bruxism): من المضاعفات الشائعة للعضّة العميقة.
- مشاكل المضغ والكلام: صعوبة المضغ، اضطرابات النطق، ومخاوف جمالية تتعلق بابتسامة غير متناسقة.
كيف يتم علاج العَضّة العميقة؟
1. تقويم الأسنان
تقويم الأسنان هو فرع من طب الأسنان يركز على علاج مشاكل سوء الإطباق. يعتمد بشكل أساسي على الأجهزة التقويمية (ال braces) لتصحيح الانحرافات.
حاصرات الأسنان تعمل على تطبيق ضغط مدروس يحفّز عظم الفك على الحركة، وبالتالي تصحيح الإطباق. لكن العلاج قد يستغرق وقتًا حتى تظهر نتائجه.
في السابق، كان المظهر المعدني التقليدي للتقويم مصدر قلق، لكن بفضل التقنيات الحديثة مثل التقويم اللساني أو إنفزلاين لم يعد هذا الأمر مشكلة.
2. الجراحة
تُستخدم الجراحة في الحالات الشديدة حيث لا يكفي التقويم وحده. خلال العملية، يعيد الطبيب وضع الفكين في موقعهما الصحيح. ومع ذلك، غالبًا ما يتطلب الأمر استخدام التقويم بعد الجراحة لتحقيق أفضل النتائج.
هذا الخيار مناسب بشكل خاص للحالات الناتجة عن مشاكل هيكلية في عظم الفك.
3. خلع الأسنان
في حال كانت العَضّة العميقة ناتجة عن ازدحام الأسنان، يمكن أن يكون خلع الأسنان حلاً. لكن غالبًا يتبع ذلك العلاج بالتقويم لإعادة اصطفاف الأسنان بشكل صحيح.
الفينير مع العَضّة العميقة
تُعتبر الفينير (القشور التجميلية) حلًا سريعًا للمشاكل الجمالية مثل الكسور الصغيرة أو التصبغات. لكنها ليست علاجًا أساسيًا للعضّة العميقة.
يمكن اللجوء إلى الفينير بعد الانتهاء من العلاج التقويمي لإصلاح الأضرار الجمالية الناتجة عن العضّة العميقة مثل التآكل أو تغيّر اللون.
الخلاصة
العضّة العميقة حالة فموية تؤثر على تراكب الأسنان وقد تسبب مشاكل خطيرة في المضغ، النطق، وصحة الفم بشكل عام.
إذا كنت تعاني من هذه المشكلة أو لديك استفسارات حول خيارات العلاج، يمكنك التواصل معنا
