ماهو الفرق بين تسوّس الأسنان ونخر الأسنان

يخلط الكثير من الناس بين مصطلحي تسوّس الأسنان والنخر ويستخدمونهما بالتبادل، لكن الحقيقة أن كلاهما مشكلتان مختلفتان. على الرغم من التشابه، فإن تسوّس الأسنان هو العملية الأولية التي تؤدي لاحقًا إلى النخر.

تتغذّى البكتيريا المتراكمة على الأسنان على بقايا الطعام والسكريات التي تتناولها، وتنتج هذه البكتيريا نواتج حمضية تسبب تسوّس الأسنان. وعندما يتطور التسوّس ويتعمق، يتشكل ثقب أكبر وأعمق، وهنا يتحوّل إلى نخر.

بعبارة أبسط، تسوّس الأسنان هو بداية تآكل مينا الأسنان نتيجة الأحماض التي تفرزها البكتيريا في الفم، بينما النخر هو المرحلة التي يخترق فيها هذا التلف المينا وطبقة العاج، ثم يصل لاحقًا إلى اللب، مكوّنًا ثقبًا في الأسنان.

دعونا نشرح الفرق بين تسوّس الأسنان والنخر، وكيفية علاجهما بفعالية.

ما هو تسوّس الأسنان؟

المينا هي الطبقة الخارجية للأسنان وتشكل حاجزًا واقيًا يحمي العاج والأنسجة الحية داخل اللب. النشويات والسكريات العالقة بين الأسنان توفر بيئة مثالية للبكتيريا التي تتغذى على بقايا الطعام وتفرز الأحماض بالمقابل. هذه الأحماض تبدأ في تآكل المينا تدريجيًا. إذا لم يتم علاج التسوّس، سيمتد التلف إلى ما بعد المينا ليصل إلى الأعصاب.

يمر تسوّس الأسنان بمرحلتين أساسيتين:

1- المرحلة المبكرة

في هذه المرحلة، قد يظهر التسوّس على شكل بقع أو خطوط بيضاء صغيرة على المينا، وهي علامة على فقدان المعادن من السن. يصعب اكتشاف هذه المرحلة بالعين المجردة، لذا يُنصح بالفحص الدوري عند طبيب الأسنان لاكتشاف المشاكل مبكرًا. التدخل المبكر يزيد فرص إنقاذ السن بدلًا من اللجوء إلى التعويضات مثل التيجان أو زراعة الأسنان.

2- المرحلة المتوسطة

عند هذه المرحلة، يزداد التسوّس سوءًا، وتظهر بقع داكنة على سطح السن قد تكون سوداء أو بنية أو صفراء. أي تلف يتطور بعد هذه النقطة يعتبر نخرًا.

ما هو النخر؟

النخر هو المرحلة التي يصبح فيها التلف الناتج عن التسوّس مرئيًا. يحدث ذلك عندما تسبب البكتيريا في مناطق محددة من السن ثقبًا في السطح. تبدأ النخور كبقع صغيرة، لكنها ستتسع وتتعمق إذا لم يتم علاجها.

عندما يصل الضرر إلى مرحلة النخر، يصبح التلف في المينا غير قابل للعكس. ولا يمكن لأي علاج لإعادة التمعدن إنقاذ السن، ويصبح التدخل الطبي ضروريًا لمنع مزيد من التلف والحفاظ على ما تبقى من السن.

تسوّس الأسنان مقابل النخر: إمكانية الرؤية

يصعب اكتشاف تسوّس الأسنان بالعين المجردة، وقد يحتاج الأمر أحيانًا إلى صورة أشعة للكشف عنه. في المقابل، يمكن رؤية النخور بوضوح، وتظهر كبقع بنية داكنة أو رمادية على السن.

كيف يتحوّل التسوّس إلى نخر؟

يبدأ الأمر بتكوّن اللويحة السنية (البلاك)، وهي طبقة بكتيرية لزجة تتشكل عند إهمال تنظيف الأسنان. إذا لم تتم إزالة هذه اللويحة، فإنها تتصلب وتزيد الضغط الحمضي على المينا.

المرحلة التالية هي إزالة المعادن (إزالة التمعدن)، حيث تبدأ بقع بيضاء بالظهور. التدخل المبكر في هذه المرحلة يمكن أن ينجح عبر علاج إعادة التمعدن.

إذا لم تتحسن نظافة الفم، يتآكل المينا ويتكسر، مما يؤدي إلى تكوّن ثقوب دائمة في الأسنان. حتى هذه المرحلة، قد لا تشعر بأي ألم أو حساسية. لكن عندما يصل التسوّس إلى العاج، ستبدأ الأسنان في التحسس تجاه البرودة والحرارة وحتى السكريات. وأخيرًا، عندما يصل التسوّس إلى اللب حيث الأعصاب والأنسجة الحية، ستشعر بالألم وقد يظهر تورم أو حتى خُرّاج في المنطقة المصابة.

علاج تسوّس الأسنان والنخور

علاج تسوّس الأسنان

يعتمد العلاج على مدى تقدم التسوّس:

• المرحلة المبكرة: يمكن عكس الضرر باستخدام علاج إعادة التمعدن، حيث لا توجد ثقوب بعد في المينا. يجب استخدام معجون أسنان يحتوي على الكالسيوم والفوسفات وهيدروكسي أباتيت، مع الحرص على تنظيف الأسنان بالخيط.

• المرحلة المتوسطة: إذا أصبح الضرر مرئيًا، فلن ينجح علاج إعادة التمعدن. هنا يجب إزالة الجزء المصاب وحشو التجويف.

علاج النخور

يعتمد على حجم وعمق الثقب:

• الحشوات الجزئية (Inlays / Onlays): تُستخدم لإصلاح الجزء التالف فقط بدلًا من استبدال السن بالكامل، وهي مناسبة للنخور السطحية أو المتوسطة.
• علاج قناة الجذر: ضروري إذا وصلت النخور إلى اللب. يتم إزالة النسيج المصاب وتنظيف القناة وحشوها، ثم استعادة السن بحشوة أو تاج.
• خلع السن: الخيار الأخير عندما يكون الضرر كبيرًا جدًا ولا يمكن إصلاحه. بعدها يمكن التعويض بجسر أو زرعة أسنان.

هل يمكن منع تسوّس الأسنان؟

نعم، إذا كان في مراحله الأولى ولم يتكوّن ثقب بعد. لكن التشخيص المبكر ضروري. إذا تطوّر التسوّس إلى نخر، يصبح الضرر دائمًا ولا يمكن إصلاحه طبيعيًا.

الخلاصة

تسوّس الأسنان والنخر هما مرحلتان مختلفتان لتطور نفس المشكلة. تبدأ العملية ببكتيريا تزيل المعادن من المينا، وفي هذه المرحلة يمكن العلاج بإعادة التمعدن. لكن عند تشكّل النخر، يصبح علاج الأسنان الترميمي ضروريًا. الحالات الخفيفة يمكن علاجها بالحشوات الجزئية، بينما الحالات المتقدمة قد تحتاج إلى علاج قناة الجذر وتاج أو جسر. في المراحل النهائية، قد يكون خلع السن الحل الوحيد.

إذا كنت تبحث عن علاج ترميمي وتجميل للأسنان بجودة عالية وأسعار مناسبة، يمكنك زيارة عيادات دينتاكاي في تركيا، الحاصلة على جائزة أفضل عيادة أسنان في أوروبا لعام 2022، والتي تقدم خدمات فاخرة ورعاية متميزة بجزء بسيط من التكلفة مقارنة بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو أوروبا.****